كرونفلكـس 😁

 

سكان عدن الحبيبة في شغل عنك كورونا !
و عندما انتبهوا إليك أخيرًا عاملوك ككوليرا أو ملاريا ، لقد رشوا غاز الديزل في الأنحاء بغية التخلص من البعوض الذي يظنونه يحمل فيروسك ! ، بحق البعوض هذه المرة بريء جدًا من حمل الفيروس أهل مدينتي 😅
و أم تحمل الروح البريئة تنادي على ابنتها قائلة : ” لا تقفليش الطويق* خلي الغاز يقتل النامس اللي بالبيت ” !
و تقول شابة عدنية تحاول تذكر اسم كل من الوبائين المنتشرين : ” كرونفلكس* ” !
و تتنهد إحداهن تحمل روح السخرية من المآسي : ” قدنا مكرفسين طبيعي  ” !
و تجد النساء يملؤون الأسواق لشراء ثياب العيد من الآن ، قبل أن يأتي رمضان و ترتفع الأسعار بشكل سياحي !
و يمتلئ الشارع بضجيج طلاب الثانوية ، و تعج الحدائق بطلاب الإبتدائية ، مع الإجازة التي صرحت بها وزارة التربية و التعليم !
الطرق مزدحمة جدًا بوسائئل المواصلات و بالسيارات الخاصة ، الطرق حيوية للغاية مع الأجازة الرسمية !
ارتدى البعض كمامات طبية في الأسبوع الأول من انتشاره في الوطن العربي ، و بقوا يرتدونها قرابة الثلاثة أيام على أكثر تقدير ، ثم ملوا منها و تركوها إلا أنهم لم يرموها بعد ، فلا زالت في حالة جيدة و قد يحتاجوها يومًا ما ! 😶
و في حلقة لـ ” فرقة كرابيش في مقلى ” في اليوتيوب عن الكورونا ، يقول ناصر العنبري لكورونا بلهجة بدوية ساخرة : ” ي امكورونا لا جسيت عندنا شهر كم بيموتوا ؟! خمسين نفر ؟! يا امكورونا نحنا اصحابنا قدهم لو تقاتلوا بينهم البين يموتوا في اليوم ستمية نفر نص مليون ! ، قدهم درزن كورونا ! ” 😂
في الخارج ينتظرون الصيف لينتهي كورونا ، و نحن هنا نحاول أن نتمتع ببقايا الجو اللطيف هذا قبل أن يقبل الصيف المذيب لنا !
كورونا لا تقبل هنا ، ستُصدم كثيرًا من لامبالاة سكان المدينة ، لقد رأينا الكوارث الأصعب و علمنا أن الخوف سيجعلنا نعيش في الظلام ، و عرفنا أن مواجهة المصاعب هي الطريق الصحيحة بدلًا من الهروب منها ، و تأكدنا أن الحياة واحدة لا تتكرر و علينا أن نعيشها بكل شجاعة و إلا لن نحيا ..
كورونا !

عذرًا  على عدم قدرتنا على الخوف منك ، و ربما على السخرية منك ، لدينا روح تجمعنا أهل المدينة و هي روح السخرية من المآسي بشتى أنواعها ، فليس المعنى الإستهانة بك …
* الطويق : تعني النوافذ باللهجة العدنية .
* يبدو أن المكرفس و كورونا تشابكا في ذاكرتها 🙃

 

أضف تعليق